أساطير الكرة المغربية


يُعَدّ التاريخ الأداة التي تُمكِّن الأجيال من استحضار أحداث وشخصيات بصمت بإنجازاتها في مختلف المجالات. وفي هذا الإطار، نفتح من خلال هذه الحلقات نافذة على مسيرة عدد من لاعبي كرة القدم المغربية الذين تألقوا خلال حقبة بدأت من سبعينيات القرن الماضي، إسهامًا في التذكير بعطاءاتهم وللتعريف بمكانتهم حتى لا يطويهم النسيان.
الحلقة الأولى: أحمد فراس.. أيقونة الكرة المغربية
في الحلقة الأولى من هذا الملف، نتوقف عند أحد عمالقة الكرة المغربية، لاعب ودعناه مؤخرًا إلى دار البقاء، إنه أسطورة شباب المحمدية والمنتخب الوطني، المرحوم أحمد فراس.
وُلد أحمد فراس بمدينة المحمدية يوم 7 دجنبر 1946، ورحل عن عالمنا يوم16 يوليوز 2025، عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض تاركًا خلفه إرثًا كرويًا خالدًا.
صاحب الرجل اليسرى الساحرة، دافع عن ألوان شباب المحمدية طيلة17 سنة (1982-1965)، وظل وفيًّا لقميص ناديه رغم العروض والإغراءات الكثيرة التي تلقاها من أندية محلية وأوروبية، ليُسجَّل في الذاكرة الرياضية المغربية كرمزٍ للوفاء.

الإنجازات:
 أحرز المرحوم أحمد فراس مع فريق شباب المحمدية عدة ألقاب، من أبرزها:
• كأس المغرب سنة 1973،
• كأس السوبر المغربي سنة 1975،
• كأس العرش سنتي 1972 و1975،
• البطولة الوطنية سنة 1980.
كما تُوّج هدّافًا للدوري المغربي في موسمي1969 و1973 برصيد 16 هدفًا في كل موسم.

المشاركات مع المنتخب الوطني:
أما على صعيد المنتخب الوطني، فقد حمل قميص “الأسود” بين 1966 و1979، وخاض94 مباراة دولية سجّل خلالها36 هدفًا، ما جعله إلى يومنا الهداف التاريخي للمغرب. كان أحد أبرز صانعي ملحمة كأس أمم إفريقيا 1976 بإثيوبيا، حيث قاد المنتخب للتتويج بأول وآخر لقب قاري في تاريخه، ونال خلال تلك النسخة جائزة أفضل لاعب وهداف البطولة.
شارك أيضًا في كأس العالم 1970 بالمكسيك، وكان ضمن الفريق الذي خاض أولمبياد ميونيخ 1972، حيث أحرز ثلاثة أهداف.
وقد كان لأحمد فراس شرف أن يكون أول لاعب مغربي وعربي يتوج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1975، وهو إنجاز استثنائي رسّخ اسمه في سجل عظماء القارة. كما اختاره الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) ضمن قائمة أفضل200 لاعب إفريقي خلال نصف القرن الأخير.
إنجازات المرحوم أحمد فراس كأفضل مهاجم وقائد مع المنتخب المغربي وإخلاصه لنادي شباب المحمدية وقيادة فريقه ومهاراته جعلته أحد أساطير الكرة المغربية والإفريقية واسم لا ينسى.
برحيل أحمد فراس، فقدت الكرة المغربية نسرًا حلق عاليًا في سماء المستطيل الأخضر، لكنه سيبقى حاضرًا في ذاكرة الأجيال بما قدّمه من وفاءٍ وعطاءٍ وإنجازات خالدة.