نوفل العواملة… صوت الحرية في وجه الخطاب الرسمي المستفز من الناطق الرسمي للحكومة


 

في مشهدٍ أصبح فيه الصمت أكثر أمانًا من الكلمة، يبرز الإعلامي نوفل العواملة كصوتٍ حرّ يرفض الانصياع للخطاب الجاهز، ويختار أن يسائل المسؤولين باسم المواطن البسيط الذي ينتظر من الإعلام ألا يكتفي بنقل البلاغات الرسمية، بل أن يطرح الأسئلة التي تؤرق الشارع المغربي.

الجدل الذي رافق مواجهته الأخيرة مع الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، لم يكن صدامًا شخصيًا كما حاول البعض تصويره، بل كان مواجهة بين منطقين: منطق السلطة التي تسعى إلى ضبط الإيقاع الإعلامي، ومنطق الصحافة الحرة التي تعتبر السؤال حقًّا من حقوق المجتمع.

نوفل العواملة لم يكن يومًا من أولئك الذين يطاردون الشهرة بالصدام، بل هو صحفي تمرّس في الميدان، يؤمن بأن الكلمة مسؤولية، وبأن النزاهة لا تعني الصمت بل الجرأة في قول الحقيقة. لقد عبّر بصوته عما يفكر فيه آلاف الشباب المغاربة، حين تساءل عن جدوى الوعود الحكومية، وعن غياب التواصل الحقيقي بين المسؤول والمواطن.

مَن شاهده في الندوة الأخيرة لم يرَ فيه مشاغبًا، بل صحفيًا يطالب بالوضوح. وفي كل سؤال طرحه، كان هناك إحساس صادق بواجب المهنة، لا رغبة في الاصطدام أو التشهير.

المؤسف في المشهد الإعلامي والسياسي المغربي اليوم هو أن من يطرح السؤال يُتهم بالاستفزاز، ومن يمارس حقه في النقد يُصوَّر كمعارض. لكن الإعلام الحرّ لا يمكن أن يزدهر في بيئة تخاف من السؤال. فما قام به نوفل العواملة ليس تمردًا على الدولة، بل هو تمسك بروح الصحافة الحقيقية: مساءلة السلطة بجرأة، واحترام المؤسسات في الوقت نفسه.

نوفل العواملة لا يتحدث باسم جهة أو حزب، بل باسم فئة واسعة من المواطنين الذين يريدون إعلامًا يقف إلى جانب الحقيقة، لا إلى جانب المكاتب الرسمية. صوته نابع من الميدان، من الناس، من الشارع، من هموم الشباب الذين يشعرون أن أصواتهم لا تصل إلى طاولة القرار. ولهذا، فإن دفاعه عن قضاياهم ليس تحديًا لأحد، بل تذكير بأن الصحافة وُجدت لتخدم المصلحة العامة، لا لتردّد ما يقال في الندوات الحكومية.

في النهاية، يمكننا أن نختلف في الأسلوب، لكن لا يمكن أن نشكّ في نوايا نوفل العواملة ولا في نزاهته المهنية. فهو واحد من الأصوات القليلة التي ما زالت تؤمن بأن الكلمة يمكن أن تكون سلاحًا نبيلًا، وأن احترام الوطن لا يعني السكوت عن أخطائه، بل الإسهام في تصحيح مساره. إنّ الدفاع عن نوفل العواملة اليوم هو دفاع عن الحق في السؤال، عن حرية الرأي، وعن صحافة لا تخاف الحقيقة. وفي بلدٍ يتطلع إلى إعلام ناضج ومسؤول، أمثال نوفل العواملة ليسوا خصومًا للحكومة، بل شركاء في بناء الوعي.